فاتن الحلو تسامح الاسد مندي الطائش
فاتن الحلو تسامح الاسد مندي الطائش |
موقف عصيب مرت به فاتن الحلو، مدربة الأسود، أثناء تقديم فقرتها الاستعراضية يوم الجمعة الماضى فى سيرك الحلو بطنطا، حين قام أحد أسودها، ويُدعى «مندى»، بالهجوم عليها، فسقطت على الأرض واضطر مساعدها إلى التدخل وإبعاد الأسد عنها. «الحلو»، التى لا تزال تتلقى العلاج حتى الآن فى منزلها لإصابتها بشرخ فى الحوض وبعض الكدمات، تصف ما فعله الأسد بأنه أحد أنواع الحب القاتل، وترفض أن يهاجم أحد أسدها الذى تحبه كثيراً، وتؤكد أن أول ما ستفعله عندما تتماثل للشفاء هو أن تذهب إليه وتعطيه قطعة لحم وتطمئنه حتى لا يخاف منها.. وإلى نص الحوار:
■ ما الذى حدث أثناء الاستعراض ودفع الأسد للهجوم عليك؟
- أنا أحب أن أعطى استعراضاتى حياة وطعماً مختلفاً ليستمتع جمهورى، ودائماً ما أختم الاستعراض بأغنية لمصر، وبينما كنت منسجمة مع الجمهور على نغمات «بشرة خير» فوجئت بالأسد مندى ينقض علىّ ويُسقطنى على الأرض، شعرت كأن عمارة سقطت فوقى، فوزنه يتعدى 350 كيلوجراماً، وعندما صرخ الجمهور هرع نحوى مساعدى وقام بإدخاله قفصه، لأنه كان ينوى الهجوم علىّ مرة أخرى.
■ وما الذى جعل «مندى» يهاجمك من الأساس؟
- «مندى» أسد طائش أقوم بتربيته منذ 9 سنوات، وأنا أعشقه إلى حد كبير وهو أيضاً، ولكن هذه الفترة هى فترة التزاوج بين ذكر وأنثى الأسد، وهو لم يكن فى حالته الطبيعية، والدليل على ذلك أنه طوال فترة تربيتى له لم يسبق له أن أقدم على فعل مثل هذا من قبل.
■ ماذا ستفعلين معه عندما تستردين عافيتك، هل فكرت فى الاستغناء عنه؟
- بالطبع لا، بالعكس، عندما يتصل بى جمهورى وأحبائى للاطمئنان علىّ ويصبون غضبهم على «مندى» أقول لهم دائماً: «ده حبيب قلبى، وأكيد ماكانش يقصد، وعندما أسترد عافيتى أول شىء سأقوم به أن أذهب إليه وأعطيه قطعة لحم حتى يطمئن إلى أننى لن أعاقبه، وأننى ما زلت أحبه».
■ ألا يوجد أى نوع من أنواع العقاب يجب أن يُتبع معه فى هذه الحالة؟
- لم أعتد يوماً ضرب حيوان عندى فى السيرك، وحتى العصا التى نمسكها فى يدينا أثناء الاستعراض لمجرد التهويش ليس أكثر، وبرغم أن وسائل إعلام أجنبية نشرت أن ما حدث معى يُعتبر من أخطر الحوادث التى انقض فيها حيوان على مدربه، فإننى أعتبر أن ما حدث مجرد حادث عارض، ولن أستطيع عقاب الأسد الذى ربيته بنفسى على فعل طائش ارتكبه.
■ وصفت الأسد «مندى» بأنه «طائش».. أتعنين بكلامك هذا أن كل حيوان منهم لديه شخصية مستقلة؟
- بالفعل، فعلى سبيل المثال أرى أن الأسد «مندى» شاب وجهه جميل ولكنه طائش ومتهور، أما «علاء» فهو أسد «حنيّن» ويحب أن أقوم بالطبطبة عليه وأحتضنه، على عكسه تماماً الأسد «سنبل» فهو لا يحب أن يقترب منه أحد، وهكذا، فلكل منهم شخصية مستقلة مثل أطفالنا تماماً.
■ وهل من السهل التعرف على شخصياتهم تلك للتعامل مع كل منهم على حدة؟
- أعمل فى هذا المجال منذ كان عمرى 9 سنوات، وكان زوجى إبراهيم الحلو، رحمه الله، مؤسس السيرك الأوروبى، يخشى علىّ من التعامل مع الأسود حتى إنه أوصانى بعدم الدخول إليهم وحدى، وقال لى وهو على فراش المرض: «مش عاوز يحصل لك حاجة عشان تربى عيالنا»، وفعلاً لم أدخل الاستعراضات مع الأسود وحدى إلا بعد وفاته، فأنا أعشق حيواناتى ولا أستطيع الانفصال عنهم، بل أشعر بالجنون إذا مرض أحدهم.
■ ولم يتغير موقفك بعد ما حدث فى الاستعراض الأخير؟
- لا، فنحن كمدربى أسود نعلم أننا معرضون للخطر فى أى وقت، وهذه ضريبة عملنا الذى نحبه ونتفانى فيه، لذا سأقوم بالعودة إلى السيرك قريباً بإذن الله عندما أتعافى، ولكنى أولاً سأذهب لأداء العمرة لأشكر الله الذى نجانى من موت محقق.
■ البعض استغل ما حدث معك بطريقة أخرى، بل وأرجعوا سبب ما حدث معك إلى أنك كنت ترقصين على «بشرة خير» أثناء الاستعراض.. ما رأيك؟
- من فعلوا ذلك معروفون ومعروفة اتجاهاتهم جيداً، ولكنى لا أقوم بإقحام السياسة فى عملى، ولكنى أحب الأغانى التى يُذكر فيها اسم مصر، ودائماً ما أقوم بتشغيلها أثناء الاستعراض، وأحياناً كنت أفاجأ بالبعض يرفعون إشارات أثناء الاستعراض ويضطر باقى الجمهور للرد عليهم، ولكنى أرفض هذا الجدل السياسى داخل السيرك وأقوم بالنظر إلى الجميع وأنا مبتسمة وأقول: «لو مش هتسكتوا هطلعلكم الأسد»، فيضحك الجميع ويعودون إلى الاستعراض مرة أخرى.
■ كيف سيكون أول استعراض لك بعد شفائك بإذن الله؟
- أنا أكدت لكل من اتصل بى سواء من داخل مصر أو من خارجها أننى سأقوم بعمل حفل استعراضى كبير وسيكون بطله الأسد «مندى» حتى أثبت للجميع أنه يحبنى وأن ما فعله مجرد حادث عارض لن يتكرر.